Al-Wasith fi Tafsir al-Quran al-Majid
Nama : Al-Wasith fi Tafsir al-Quran al-Majid
Author :Abi Hasan Ali bin al-Wahidi
4 Jilid
Link Download : Jilid 1, Jilid 2, Jilid 3, Jilid 4
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، من يهد الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله .
(يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون ) (۱). يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيراً ونساءاً، واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيباً ) (٢) .
(يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديداً، يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم، ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيماً ) (۳).
اما بعد :
فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى وخير الهدي هدي محمد وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثه بدعة، وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار، القرآن الكريم كتاب الله تعالى الخالد نزل به الروح الأمين على قلب النبي الأمين محمد ليخرج الناس من الظلمات إلى النور، ظلمات الجهل والكفر إلى نور العلم والإيمان بإذن ربهم إلى صراط العزيز الحميد، وقد استطاع هذا الكتاب العظيم - ببلاغته وعظيم هداه - أن يأخذ بمجامع القلوب بعد عنادها، فاستجابت الله رب العالمين بعد جحود ونكران وانشرحت الصدور لسبيل الهداية إلى الرحمة .
من أجل هذا عكفت جهابذة العلماء على خدمة كتاب الله تعالى وكان من بينهم هذا الإمام الحبر الواحدي . الذي يطالعنا في كتابه الوسيط بين الوجيز والبسيط بزبدة التفسير بالمأثور وشيء من التفسير بالعقول.
حاجة الناس إلى علم التفسير
يعد علم التفسير من أشرف العلوم الإسلامية، إذ شرفه بشرف موضوعه ، وموضوعه كتاب الله تعالى، من هنا مكانة أخذ ذلك العلم . بین العلوم الإسلامية، فعلم التفسير من العلوم المهمة التي يجب على الأمة تعلمها، فهو مفتاح الكنوز والذخائر التي احتواها هذا الكتاب المجيد النازل لإصلاح البشر، وإنقاذ الناس وإعزاز العالم، وبدون التفسير لا يمكن الوصول إلى هذه الكنوز والذخائر ، مهما بالغ الناس في ترديد ألفاظ القرآن، لذلك أوجب الله على المسلمين فهمه وتدبر معانيه ، قال تعالى : أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً) (1) وقال : كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولوا الألباب (٥) وقال : أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب