Kitab Tafsir Ibnu Mundzir PDF
Nama : Tafsir Quran ibnu Mundzir
Author : Imam Abi Bakr Muhammad ibn Ibrahim ibn Mundzir an-Naisaburi
Halaman : 889
Via Google Drive
Link : Download
تقديم الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي أنزل القرآن وجعله حجة، وأوضح به للمؤمنين المحجة، وأظهر لهم بآياته نوراً، وكانوا من ظلم الباطل في لُجَّة، أحمده حمد من اتبع نهجه، واتبع طريقه وهديه وأصلي وأسلم على نبيه المبعوث بالآيات البينات والمعجزات الواضحات، وعلى آله وصحبه الذين شادوا الدين ورفعوا لواءه في العالمين. وبعد:
فإن من أنفع ما ينتفع به المرء في دينه ودنياه، وفي رمسه ومثواه، الاشتغال بكلام الله تلاوة وتجويداً، وحفظاً وتفسيراً وعملاً وتدبراً: (كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الأَلْبَابِ).
والتفسير – كما عرفه أبو حيان النحوي رحمه الله (المتوفى سنة ٧٤٥هـ ) - هو: (شرح اللفظ المستغلق عند السامع بما هو واضح عنده مما يرادفه أو يقاربه أو له دلالة عليه بإحدى طرق الدلالات).
وأحسن طرق التفسير وأصحها، تفسير القرآن بالقرآن، ثم : النبوية، ثم بكلام الصحابة، ثم بكلام التابعين، ثم الاجتهاد وبذل الوسع في بالسنة معرفة المراد من كلام الله سبحانه، مع التدين الصادق، وسلامة الوجهة، وإخلاص القصد الله رب العالمين.
وقد روي عن ابن عباس -رضي الله عنهما- أنه قال:
التفاسير على أربعة أوجه:
تفسير تعرفه العرب من كلامها.
وتفسير لا يعذر أحد بجهله.
و تفسير يعلمه العلماء.
و تفسير لا يعلمه إلا الله، فمن ادعى علمه فقد كذب.
وقد سلك الإمام ابن المنذر النيسابوري -رحمه الله- في تأليف كتابه (كتاب تفسير القرآن منهج السلف في تفسير القرآن بالقرآن وبالأحاديث النبوية وبالآثار الثابتة المسندة من أقوال الصحابة رضي الله عنهم والتابعين، ومن ثم فقد اكتسب تفسيره أهمية خاصة عند العلماء، فقد قال الحافظ الذهبي: (ولابن المنذر تفسير كبير في بضعة عشر : مجلداً : يقضي له بالإمامة في علم التأويل).
وقال الداودي: (لم يُصنف مثله).
وللتفسير بالمأثور منزلة خاصة عند العلماء، ومن أشهر المفسرين للقرآن بالمأثور الإمام العلامة الثبت: محمد بن جرير الطبري (المتوفى سنة ٣١٠هـ).
قال أبو حامد الإسفراييني إمام الشافعية: (لو سافر رجل إلى الصين حتى يُحصل تفسير ابن جرير لم يكن كثيراً).
وقال النووي: أجمعت الأمة على أنه لم يُصنف مثل تفسير الطبري.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية : وأما التفاسير التي في أيدي الناس فأصحها تفسير ابن جرير الطبري، فإنه يذكر مقالات السلف بالأسانيد الثابتة وليس فيه ،بدعة ولا ينقل عن المتهمين.
إن كتاب التفسير الذي ألفه الإمام محمد بن إبراهيم بن المنذر ا النيسابوري لبنة من لبنات التفسير بالمأثور الذي يقدّره ويجله علماء التفسير جميعاً، لأنه أفضل طرق التفسير، والإمام النيسابوري ذو مؤلفات جمة . جمة تدل على مبلغ علم الرجل وجودة فهومه، فهو ممن يستفاد منهم في الحلال والحرام، مع الورع والتقوى والدين ذكر العلماء أن له كتباً معتبرة عند أهل الإسلام لم يُؤلف مثلُها في الفقه وغيره، منهـا كتـاب (المبسوط)، وكتاب التفسير، الذي لم يُصنف مثله، وكان مجتهداً لا يُقلّد أحداً.
ومن نظر في تفسير الرجل الذي قام بتحقيقه والتعليق عليه أخونا الدكتور سعد بن محمد السعد، فإنه يرى مبلغ علم الرجل، ومدى ما يتمتع به من فهم ثاقب وعلم نافع، وناهيك بعالم يلتقي مع ابن جرير في كثير من الآثار الصحيحة المسندة الثابتة، إذ العلم كما قال ابن تيمية رحمه الله - إما نقل مصدق، وإما استدلال محقق والمنقول إما عن المعصوم أو غير المعصوم.
لقد أحسن الأخ الدكتور سعد بن محمد السعد صُنعاً حين هُدِي إلى هذه القطعة المخطوطة من كتاب التفسير لابن المنذر، فعكف على تحقيقها والتعليق على ما يحتاج إلى تعليق منها مع التوجيه والترجيح، لقد نسب كــل أثر إلى مصدره، وعزا كل قراءة إلى من قرأ بها، وميز المتواتر من الشاذ وذلك بالرجوع إلى مصادرهما، وعلق على كل منهما بما يحتاجه من تعليق، ووثق الباحث نقول ابن المنذر عن الفراء في معاني القرآن) لـه، وعـن أبـي عبيدة معمر بن المثنى في كتابه (مجاز القرآن، ووثق النصوص الشعرية وإن كانت قليلة توثيقاً حسناً، كما أنه ضبطها بالشكل، وبهذا يكون (كتاب التفسير) لابن المنذر قد خرج من غياهب المكتبات إلى النور والضياء، لينتفع به طلاب العلم وراغبوه مما يبشر المحقق بثبوت الأجر له إن شاء الله
والله لا يضيع أجر من أحسن عملاً .
وإني لأرجو أن ييسر الله العثور على باقي التفسير حتى يكمل وأن يكون ما صنعه أخي العزيز الدكتور سعد السعد نافعاً لطلاب العلم، مسهماً في الحركة العلمية التي تشهدها مملكتنا الغالية (المملكة العربية السعودية)، ويشهدها عالمنا الإسلامي، وأن يجزيه على صنعه ، أحسن الجزاء وأوفاه.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
عبد الله بن عبد المحسن التركي