Al-Mu’lim bi Fawaidi Kitab Sahih Muslim
Nama : Al-Mu’lim bi Fawaidi Kitab Sahih Muslim
Karya : Abu Abdillah Al-Maziri
Kategori: Syarah Sahih Muslim
Mazhab Maliki
Link Download
Terkait : Fathul Mun’im Syarah Sahih Muslim
بسم الله الرحمن الرحيم استهلال
الحمد لله الذي شرع لنا من الدين ما به صلاح
العالمين ، ويسر لنا سبل المعرفة ، بما بينه مما هو لا يحتاج إلى صفة . والصلاة
والسلام على المبعوث رحمة : فإنه قد فرج الله به كل أزمة ، وعلى آله المكن لهم
المودة ، وأصحابه الأبرار الذين فرج الله بهم كل شدة
هذا وإن إظهار المعلم ستكون له آثار في التشريع
الفقهي لما له من نظرات تسمو به لأنه انبنى على إبداء أفكار اجتهادية صحيحة مبنية
على الروح الإسلامية المتماشية مع السهولة والآخذة بعين الاعتبار لكل ما يحفظ
للإنسان أن يكون في إطار من أحكم الإطارات وفيه يتمتع المجتمع بنظام يكفل كل وسائل
الإصلاح
فـ ( المعلم ) في الحقيقة من هذه الناحية بهر
الأنظار ، واستوعب كثيرا أن ما كان له من إكمالات مثل إكمال القاضي عياض الأفكار،
حتى هي من نواح تتعلق بجوانب أخرى هي ثانوية عند الإمام .
أما الناحية الاجتهادية في التشريع المبنية على
الاستخراج من الكنز الثمين السنة النبوية التي هي المصدر المعين الثري في
الاستنتاج من بيان الأسوة الأولى الرسول الكريم ﷺ فقد صرف لها الإمام المازري
عناية بالغة لم تفتقر إلى تكميل أساسي بل إلى ما هو من الإفاضة من نبعه ذاته .
نال الحديث النبوي من الأصحاب الكرام اهتماما
وتتبعا للدقيق والجيل، وهو مما امتاز به الإسلام عن الديانات السماوية الأخرى إذ
لم يحتفظ المتصلون بأصحاب الرسالات بالمحيطات النبوية حيث لم تتمكن رسالتهم حين
الظهور ولم تتصل بالأنبياء المرسلين لأن رسالة موسى عليه السلام عاشت في التيه ،
ورسالة المسيح عليه السلام بلغت بوسائط .
أما الإسلام فإن الصحابة حافظوا على الأطوار
النبوية كلها المتعلقة بنزول التشريع فلذلك حافظ الإسلام على التشريع الإلهي صافيا
نقيًا لم تكدره الشوائب
فالأسوة النبوية لا توجد إلا في الإسلام حيث
تمتع الإسلام بأنه الدين الوحيد الذي استطاع أن يظهر في مظهر دين ودولة ، فما
انتقل ﷺ إلا والإسلام قائم الذات متمكن في بينما موسى عليه السلام لم يلق من بني
إسرائيل الأكفاء الذين يضطلعون بالأسس الدولية حتى يقوموا بأعباء دين ودولة بينما
الإسلام قد تهيأت له الأسباب في الهجرة إذ توفرت الدواعي للاضطلاع بإبراز الدين في
الصور وأتمها .
أكمل
فظهر الإسلام بالمظهر الباهر الذي بوأ المسلمين
مركز القيادة ، وسهل لهم أن يبلغوا الرسالة مكتملة لأن تبقى خالدة في جدة وحياة
مستمرة .
وهذا المعنى الكامن في السنة النبوية وهي الروح
التشريعية التي امتاز بها الإسلام ركز عليها الإمام المازري في ( المعلم ، لأن من
سبقه من شراح الحديث يتعلق بالجانب اللفظي أكثر مما يتعلق بالمعاني السامية .